متتالية فيبوناتشي والنسبة الذهبية

تعود متتالية فيبوناتشي الرقمية إلى العصور القديمة، لكنها صارت معروفة على نطاق واسع بفضل ليوناردو من بيزا (فيبوناتشي)، وهو رياضي أوروبي بحث فيها في القرن الثاني عشر.

تتكون متتالية فيبوناتشي من سلاسل رقمية لا نهائية يساوي كل رقم فيها مجموع الرقمين السابقين له:

0، 1، 1، 2، 3، 5، 8، 13، 21، 34، 55 …

لهذه المتتالية عدد من الخصائص الرياضية، لكن الخاصية الأهم هي أنك عندما تقسم أي رقم من المتتالية على الرقم السابق له، ستكون النتيجة 1.618تقريبًا، ويعرف هذا الرقم بالنسبة الذهبية.

تكشف الأبحاث عن وجود النسبة الذهبية في العديد من الأشكال الطبيعية التي لا يبدو أن لديها شيء مشترك، وكذلك في الموسيقى والفن. في 1930، تبادرت إلى ذهن رالف نيلسون إليوت فكرة البحث عن النسبة الذهبية في الرسومات البيانية لسوق الأسهم. وبعد دراسة الرسومات البيانية لمؤشرات الأسهم المختلفة لمدة 75 عامًا، اكتشف أن مؤشرات الأسهم تتحرك في موجات أو دورات وتظهر نسبها بنفس النمط البالغ 1.618. وشرح بحثه في نظرية الموجة ومتتالية فيبوناتشي في كتابه المبدع، قانون الطبيعة: سر الكون.

أتاح ظهور تكنولوجيات الحاسوب تطوير عدد من الأدوات لتحليل وتداول سوق الأسهم تعتمد على متتالية فيبوناتشي. تعلم اكثر عن استراتيجيات الفوركس

مستويات فيبوناتشي

تُعد مستويات الدعم والمقاومة أداة يستخدمها كل متداول في أي سوق مالي ليفهم أين يمكن شراء الأصل لتحقيق ربح، وأين يمكن أن يغير السعر اتجاهه حيث يكون من الأفضل إغلاق المركز، يحتاج المرء إلى بعض المراجع السعرية.

ومع هذا، ففي بعض الأحيان يصعب تحديد أي المستويات سيتفاعل مع السعر وأيها لن يتفاعل. وهذه هي المشكلة التي تساعد مستويات فيبوناتشي في حلها.

تعد مستويات فيبوناتشي أداة من أقدم أدوات التداول ولا تزال شائعة. وتشمل مجموعات المؤشرات القياسية في أي منصة تداول أو خدمة تحليلية مستويات فيبوناتشي وأيضًا أدوات فيبوناتشي الأخرى:

• القناة
• المناطق زمنية
• المروحة
• شبكة التمديد
• الأقواس.

مفهوم مستويات فيبوناتشي

يتحرك السعر على مرحلتين في الاتجاه: الحركة الأساسية والتصحيح (التراجع). الفكرة الأساسية لمستويات فيبوناتشي هي أن حجم تصحيح السعر يتناسب طرديًا مع حركته الأساسية. أي أن هناك احتمال كبير لأن ينتهي التصحيح عند أحد المستويات التي تتناسب مع رقم النسبة الذهبية البالغ 1.618.

مستويات فيبوناتشي على الرسم البياني:

لا تنتمي مستويات فيبوناتشي إلى أي مجموعة من مجموعات المؤشرات، ولديها شريطها المنفصل في جميع منصات وخدمات التداول. لرسم المؤشر، يتعين على المرء العثور على بداية حركة زخم للسعر على الرسم البياني وأيضًا نهايته التي يبدأ التصحيح عندها، ثم وصلهما بخط.

شكل 1. مؤشر مستويات فيبوناتشي على الرسم البياني

100 نهايتها. الخطوط الأخرى تحمل قيمًا رقمية تساوي 23.6 و28.2 إلى آخره، وهي تمثل نسبًا مئوية لحركة زخم السعر محسوبة وفقًا للنسبة الذهبية. تعرف على

إعداد مؤشر مستويات فيبوناتشي

حيث إن مستويات فيب تحسب وفق النسبة الذهبية، فإن متغيراتها تميل إلى أن تكون بصرية. يتيح الشريط الأول إعداد لون وعرض المستويات المصورة. وفي الشريط الثاني يمكن إزالة وإضافة المستويات عند الاحتياج.

شكل 2. إعداد مؤشر مستويات فيبوناتشي

بشكل عام تكون القيم الافتراضية للمؤشر كافية لتحليل الرسم البياني والتداول، ولذلك عادة لا يكون هناك داع إلى أي تعديل إضافي.

استخدام مستويات فيبوناتشي في التداول

على الرغم من أن مستويات فيبوناتشي تبدو معقدة، فإن استخدامها في تحديد المراجع السعرية سهل للغاية.

شكل 3. استخدام مؤشر مستويات فيبوناتشي في التعرف على التراجعات السعرية

تشكل القيم 38.2 و50.0 و61.8 المستويات المفتاحية، حيث تعمل كمستويات دعم ومقاومة. وعندما يقترب السعر منها ترتفع احتمالية انعكاسه. وتستخدم المستويات 161.8 فما فوق كمراجع يمكن أن يتجه السعر إليها.

• 1 و2 – نقطتا بداية ونهاية الزخم المستخدمة في رسم مستويات فيبوناتشي
• 3 – يستمر تصحيح نمو السعر نحو مستوى الانخفاض السابق حتى مستوي فيبوناتشي 50 حيث ينتهي التراجع
• 4 – يعمل مستوي فيبوناتشي 61.8 كمقاومة السعر التالية
• 5 – يستمر الاتجاه الهبوطي حتى مستوي فيبوناتشي 161.8.
• 6 – يستمر هبوط السعر حتى مستوى فيبوناتشي 261.8، حيث ينعكس السعر.

يمكن استخدام نهاية التراجع التصحيحي عند النقطتين 3 و4 في فتح تداولات شراء. وتكون تلك الإشارات أكثر كفاءة عند تأكيد انعكاس السعر من خلال مؤشرات أو طرق تحليل أخرى.

خصائص استخدام مستويات فيبوناتشي

يتسم مؤشر فيبوناتشي بعدد من الخصائص التي يتعين على كل متداول إدراكها:

• عندما يتطابق المستوى مع دعم أو مقاومة مؤشر أو بناء رسومي آخر أو مع مستوى رقم صحيح، تتزايد احتمالية عمله بشكل ملحوظ.
• ينبغي ألا تستخدم مستويات فيب إلا عندما يكون هناك اتجاه ثابت واضح. فإذا كان سعر الأصل يتحرك جانبيًا، ستعطي مستويات فيبوناتشي إشارات خاطئة.
• يمكن لمستويات فيبوناتشي أن تخطيء أيضًا إذا كان السعر يمر بتصحيح طويل الأمد. ومع هذا يمكنها العمل حتى في هذه الحالة باكتساب صفات عكسية.

استخدام مستويات فيبوناتشي مع مؤشرات أخرى

عند مزج مستويات فيبوناتشي مع مؤشرات الاتجاه والمتذبذبات، فإنها تُبدي كفاءة عالية، وتشكل استراتيجيات تتبع الاتجاه والارتداد التداولية. يطبق عادة مؤشر فيبوناتشي في مثل هذه الاستراتيجيات لتأكيد نقاط فتح المراكز وأيضًا وضع أوامر أخذ الربح ووقف الخسارة.

شكل 4. مزج مستويات فيبوناتشي مع المتوسط المتحرك ومتذبذب تقارب/تباعد المتوسط المتحرك "الماكد"

تتضمن أحد هذه التوليفات البسيطة مستويات فيبوناتشي، ومؤشر الاتجاه المتوسط المتحرك، و الماكد:

• تُرسم مستويات فيبوناتشي بطول زخم السعر الآخذ في الهبوط
• يرتد السعر على مستوى فيبوناتشي 50 مشيرًا إلى نهاية التصحيح التصاعدي
• يقطع المتوسط المتحرك السعر من أسفل معطيًا إشارة بيع
• يقطع الماكد خط الإشارة لأسفل مؤكدًا إشارة البيع
• يوضع أمر أخذ الربح عند مستوي فيبوناتشي 161.8
• يوضع أمر وقف الخسارة بالقرب من أحد مستويات فيب فوق نقطة الدخول.

كثيرًا ما تستخدم مستويات فيبوناتشي مع مؤشر الخط المتعرج، والذي يزيل ضوضاء السعر ويسمح بتحديد بداية ونهاية حركة الزخم لرسم مستويات فيب على الرسم البياني بدقة أفضل.

مؤشرات فيبوناتشي الأخرى

بالإضافة إلى مستويات فيبوناتشي، تمتلك العديد من منصات التداول أدوات أخرى مبنية على أساس النسبة الذهبية.

مروحة فيبوناتشي

كما هو الحال مع المستويات، تستخدم مروحة فيبوناتشى في تحديد نهاية تصحيح السعر. ويعتبر المبدأ الكامن خلف هذه الأداة سهل إلى حد كبير: فإذا رسمنا خط رأسي عند النقطة التي تنتهي عندها حركة السعر، سنتمكن حينها من رسم الأشعة التي تمر بالنقاط التي يتقاطع عندها هذا الخط مع مستويات فيب المتعلقة به.

ترسم مروحة فيبوناتشي بنفس طريقة رسم المستويات، أي وصل نقطتي بداية ونهاية حركة الزخم. ستشير أشعة المروحة الناتجة عند 38.2 و50.0 و61.8 إلى المناطق التي قد تنتهي فيها حركة التصحيح والمواضع التي يمكن دخول السوق منها في اتجاه التوجه.

شكل 5. مروحة فيبوناتشي

هناك خطأ في مبدأ رسم مروحة فيبوناتشي يعتمد على الإطار الزمني المستخدم ومن الممكن أن يؤدي إلى تفسير خاطئ لإشاراته.

أقواس فيبوناتشي

الأقواس هي أكثر مؤشرات فيب عالمية لأنها تأخذ في حسبانها عامل الزمن. يمنح هذا المتداول إمكانية توقع اتجاه السعر، بل وأيضًا النقطة الزمنية التي يبدأ عندها.

لا يختلف رسم أقواس فيبوناتشي عن رسم المؤشرات السابقة. وهي تبدو كثلاثة أقواس عند القيم 38.2 و50 و61.8 وتتيح تحديد نهاية تصحيح السعر.

شكل 6. أقواس فيبوناتشي

تعتمد دقة عرض أقواس فيبوناتشي بشكل كبير على المقياس المحدد في إعدادات المؤشر:

• إذا كانت المنصة تستخدم تقييمات من أربعة أرقام، فسيُستخدم مقياس المؤشر الافتراضي
• إذا كانت المنصة تستخدم تقييمات من خمسة أرقام، فينبغي ضرب قيمة المقياس في 10.

مناطق فيبوناتشي الزمنية

يستند مؤشر مناطق فيبوناتشي الزمنية إلى متتالية فيبوناتشي 0، 1، 1، 2، 3، 5، 8، 13، 21 …
مرة أخرى، نحتاج إلى تحديد بداية ونهاية حركة الزخم ثم توصيلهما بخط حتى نرسم المؤشر. نتيجة لذلك، ستظهر خطوط رأسية تفصلها مسافات تتوافق مع متتالية فيبوناتشي على الرسم البياني للأصل.

شكل 7. المناطق الزمنية لفيبوناتشي

تحدد خطوط المؤشر النقطة الزمنية التي يمكن عندها حدوث الانعكاس. وعندما يقترب السعر من أحد الخطوط ينبغي البحث عن نقطة دخول باستخدام مؤشرات فنية أو طرق تحليل أخرى.

هناك العديد من الأدوات الأخرى التي تعتمد على متتالية فيبوناتشي: قناة فيبوناتشي وتمديد فيبوناتشي ولولب فيبوناتشي وإسفين فيبوناتشي، إلخ. وعلى الرغم من اختلاف مظهرها وطرق رسمها، إلا أنها تخدم نفس الهدف، وهو التعرف على طول تصحيح السعر.

مميزات مستويات فيبوناتشي

• كما هو الحال مع مؤشرات فيبوناتشي الأخرى، تشمل مجموعة الأدوات القياسية لدى جميع منصات التداول مستويات فيبوناتشي، ولهذا لا يحتاج المتداول إلى حسابها يدويًا.
• تُعد مستويات فيب فعالة في أي سوق وفي الرسومات البيانية للأصول المتنوعة؛ كأزواج العملات والمشتقات والعملات المشفرة و
• هذا المؤشر متعدد الوظائف؛ فهو يتيح التعرف على نهاية تصحيح السعر، بل وأيضًا على مستويات وضع أوامر أخذ الربح ووقف الخسارة.
• يمكن لمستويات فيبوناتشي أن تستخدم مع جميع المؤشرات الفنية وطرق تحليل السوق.

عيوب مستويات فيبوناتشي

• لايعمل المؤشر إلا عندما يكون هناك اتجاه محدد واضح. فإذا كان السوق أفقيًا، ستكون إشارته غير صحيحة في الغالب.
• إشارات مستويات فيبوناتشي ليست كافية بذاتها وتتطلب تأكيدًا إضافيًا.
• بعكس المؤشرات الأخرى التي ترسم تلقائيًا، يتعين على المتداول تحديد نقطتي بداية ونهاية زخم السعر يدويًا. عادة ما يؤدى هذا إلى بناء خاطئ للمؤشر، خاصة بالنسبة للمتداولين المبتدئين.