فرق السعر في صرف العملات الأجنبية

يعد فرق السعر مقياس مهم لسوق الفوركس كثيرًا ما يربك المتداولين المبتدئين، فعندما ينظرون إلى رسم بياني للأسعار يرون سعر صرف محدد لزوج العملات، ولكن عندما يحاولون فتح تداول يتضح لهم أن بإمكانهم البيع بهذا السعر، إلا أنهم يفتحون تداول الشراء بسعر صرف مختلف، وهذا يختلف عما يرونه عند تداول الأسهم على سبيل المثال. علاوة على هذا، يمكن أيضًا أن يختلف سعر إغلاق أمر البيع عن سعر السوق بعدة نقاط. في مثل تلك الحالات يهرع المبتدئون إلى الدعم طالبين تفسير ما يحدث، فيقال لهم إن تلك النقاط تمثل الفرق بين سعر الطلب وسعر العرض وتسمى فرق السعر.

سنناقش في هذا المقال ما هو فرق السعر في سوق الفوركس، وكيف يتشكل، وكيف يوثر على نتائج التداول.

المحتويات:

• ما هو فرق السعر في سوق الفوركس؟
  • كيف يؤثر فرق السعر على التداول
  • من أين يأتي فرق السعر
• أنواع فروق الأسعار
• أين يمكنك رؤية فرق سعر زوج العملات
• لماذا يتسع فرق السعر

فروق أسعار الفوركس والعقود مقابل الفروقات

هناك نوعان من الأسعار يعمل بهما المتداول عند تداول الصرافة الأجنبية أو العقود مقابل الفروقات:

• العرض هو سعر الإمداد ويُستخدم عند فتح تداولات البيع وإغلاق تداولات الشراء.
• الطلب هو السعر الذي يعكس الطلب الحالي. يستخدم عند فتح تداولات شراء وعند إغلاق تداولات بيع.

يطلق على الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع فرق السعر. هذه القيمة هي عمولة الوسيط أو مكسبه. وهكذا تجني الشركة مبلغ معين من كل تداول لكل متداول.

فرق السعر على الرسم البياني وفي التداولات

عادة ما يرى المضاربون سعر العرض على الرسم البياني، وبالتالي:

• تُفتح تداولات البيع بهذا السعر وتُغلق بنفس السعر مطروحًا منه فرق السعر.
• تُفتح تداولات الشراء بسعر اقل من هذا السعر بعدة نقاط ولكنها تُغلق بالسعر الموضح على الرسم البياني.

من المهم وضع ذلك في الاعتبار لتجنب سوء الفهم الذي ينشأ بسبب فتح عمليات الشراء بسعر أقل دائمًا. يجب أيضَا أخذ فرق السعر في الاعتبار عند وضع أوامر احترازية أو أوامر معلقة من نوع معين للشراء أو البيع.

دعنا نستشهد بمثال مشهور لتبادل العملات لتوضيح ما هو فرق السعر في سوق الفوركس بصورة مبسطة. عندما يقدم شخص على تبديل عملة يرى سعرين لصرف عملته المطلوبة؛ السعر الذي يكون البنك على استعداد لدفعه لشراء هذه العملة منه، والسعر الذي يبيعها به. دائما ما يكون سعر شراء البنك أقل قليلًا من سعر الصرف الرسمي الذي يحدده البنك المركزي، وسعر البيع أعلى قليلًا. الفرق هو عمولة البنك على هذه المعاملة. بنفس الطريقة يشكل فرق السعر ربح الشركة الوسيطة. يمكنك التعرف على اسواق الفوركس.

كيف يُنشأ فرق السعر

وسيط الفوركس هو الوسيط الأمثل بين السوق والمتداول. تسنُد الشركة (في الوضع المثالي) كافة التداولات التي فتحها عملاؤها إلى مانحي السيولة. ويوجه مانحو السيولة هؤلاء بدورهم التداولات إلى نظرائها، وهكذا حتى الوصول إلى أحد صناع السوق. ترفع كل شركة وسيطة في هذه السلسلة فرق السعر الأصلي بقيمة عمولتها، ويظهر هذا في النهاية على المنصة ويدفعه المتداولون عند إجرائهم المعاملات.

إذا نظرنا إلى أحكام التداول لدى أي وسيط فوركس، فسوف نلاحظ اختلاف فروق الأسعار لأزوج العملات والمؤشرات والأصول الأخرى. يحدث هذا بسبب شعبية أداة معينة في السوق أو الطلب عليها. كلما ارتفع حجم تداول زوج العملات، انخفض عادة فرق سعره. في هذه الحالة تجني الشركات الأرباح من الكم بدلًا من الكيف. والعكس أيضًا صحيح؛ فكلما انخفض اهتمام المستثمر بالزوج، ارتفع فرق السعر.

أيضَا يتأثر حجم فرق السعر كثيرًا بحالة السوق أو التقلبات. قد نلاحظ اتساع فروق أسعار الأزواج الشائعة عندما تُذاع أخبار مهمة أو تحدث أحداث رئيسية. يحدث هذا لأن السوق ينحرف نحو العرض أو الطلب، وبالتالي يزيد الفرق بين سعريهما. دائمًا ما تحذر الشركة من ذلك، ويتجنب حتى العديد من المتداولين المحترفين التداول في فترات مثل هذه.
بنفس الطريقة يمكن أن يزيد فرق السعر في العطلات وكذلك أثناء الليل؛ حيث تنخفض السيولة أو ينخفض حجم التداول، وبالتالي ينحرف العرض عن الطلب كرد فعل لأوامر البيع والشراء من المتداولين.
يمكن أن يتغير فرق السعر أيضًا بسبب عوامل غير مرتبطة بالسوق مثل العلاقة الشخصية بين الوسيط والعميل. يمكن أن ترى في بعض الأحيان أن حسابات الشخصيات الهامة للغاية تختلف فيها أحكام فرق السعر عن الحسابات العادية بشكل إيجابي. إذا كان المتداول يملك حسابًا كبيرًا فإن تداولاته تكون كبيرة أيضًا، وفي هذه الحالة تجني الشركة أرباحًا كبيرة. ولذلك يمكن أن تحدد عمولات أكثر تميزًا لهؤلاء العملاء.

أنواع فروق الأسعار

يمكن أن يقابل المتداول نوعين من فروق الأسعار في أحكام الوسطاء المختلفة: المتذبذب والثابت.
فرق السعر المتذبذب أو فرق سعر السوق هو الأكثر شيوعًا اليوم. وهو قيمة ديناميكية تتغير في نطاق صغير من نقطتين إلى 5 نقاط عندما يكون السوق هادئًا. وأيضًا فإن الحالات التي يكون فيها فرق سعر بعض الأزواج الشائعة صفرًا ليست شديدة الندرة. إلا أنه عندما يكون السوق نشطًا بشكل استثنائي، أو عندما تذاع بعض الأنباء المؤثرة، أو أثناء الليل، يمكن أن تزيد هذه القيمة عشرات أو حتى مئات المرات. من المهم جدًا مراعاة هذه الفروق الدقيقة في استراتيجيتك التداولية أو في مستشارك الآلي لتجنب المفاجآت غير السارة الناتجة عن الخسائر الإضافية.

فرق السعر الثابت نادر جدًا في الوقت الحالي حيث لا يحدده السوق ولا يعتمد على الظروف الموضحة أعلاه. إذا صادف المتداول وسيط يعمل بفرق سعر ثابت، فإن ذلك يؤكد على أن المعاملات مع هذا الوسيط لا تُجرى إلا داخل الشركة، وهو ما يشير إلى احتمالية حدوث تضارب في المصالح، حيث إن أرباح الوسيط في هذه الحالة لا تكون مقصورة على هذه الرسوم، بل تعتمد على خسائر المُضارب.

يمكنك أن ترى نوع فرق السعر الذي يقدمه وسيط الفوركس على موقع الشركة الإلكتروني أو في مواصفاتها.

كيف تعرف فرق سعر زوج العملات

فرق السعر عمولة يعلنها الوسيط بوضوح ولا يخفيها ابدًا. ويمكنك معرفته بعدة طرق بسيطة:

• من خلال موقع الشركة الإلكتروني: كثيرًا ما ينشر الوسيط جداول توضح فروق الأسعار الحالية وأدنى فروق الأسعار على موقع الشركة. يتيح ذلك الاطلاع على أحكام التداول قبل فتح حساب فعلي.
• يمكن أيضًا استعراض فرق السعر على منصة التداول عند فتح التداول. على المرء أن يستخدم المعادلة: (سعر العرض - سعر الطلب) * 100،000.
  
  
  
  
  
  
• يمكن أيضًا استعراض فرق السعر من خلال نظرة عامة على السوق في بعض المنصات. لبلوغ تلك الغاية، يتعين عليك عرض حقل فرق السعر الإضافي، وسيكون مقياسك المطلوب لأزواج العملات أو مؤشرات الأسهم أو أدوات العقود مقابل الفروقات أمام عينيك دائمًا.

السبريد او عمولة فرق السعر

على الرغم من أننا قد استعرضنا بالفعل باستفاضة لماذا قد يتسع فرق السعر في سوق الفوركس، نود ان نلفت انتباه القراء إلى هذه الحقيقة مرة أخرى.

قد تزداد هذه الرسوم بحسب ظروف السوق؛ كنشر الأخبار المؤثرة (شاهد التقويم الاقتصادي)، وانخفاض السيولة، والإجازات وعطلات نهاية الأسبوع. من المهم أن نوضح أن ذلك لا يحدث وفقًا لرغبة الوسيط بل من أجل أسباب مفهومة في السوق. بكلمات بسيطة، ينحرف العرض والطلب، وعليه يزيد الفرق بين سعريهما.

ينبغي ألا يفاجئك اتساع فرق السعر. ينبغي أن تُخبر بشأنه، وعليك أن تحد من تداولك في الفترات المحفوفة بالمخاطر. هذا هو ما يفعله المتداولون المحترفون في أغلب الحالات.

إذا حدث وكان لديك مركز مفتوح في وقت إعلان أخبار مهمة، فمن المستحسن مراقبة فرق السعر في كل نقطة زمنية وإغلاق مركزك بأقل الخسائر. يجب عليك تجنب فتح أي مراكز جديدة.

الخلاصة

فروق الأسعار في سوق الفوركس هي عمولات الشركة الوسيطة التي يتعين على المتداول أن يكون على علم بها. عند اختيار شركة، يتعين على المضارب أن ينتبه إلى الحد الأدنى لفرق السعر الذي تقدمه. ويشكل هذا الأمر أهمية خاصة للمتداولين الذين يتداولون بصورة نشطة بأرباح قليلة لكل معاملة.